تم الكشف عن ادعاءات مقلقة للغاية حول الفساد وإساءة إدارة الأموال العامة وسلوكيات مسيئة ومواد طبية مفقودة في مكتب منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في دمشق في تقرير نشرته وكالة الأسوشيتد بريس مؤخراً.
وفقاً للمصادر التي بلغت عن هذه الممارسات، فقد أقامت مديرة منظمة الصحة العالمية في دمشق أكجمال ماغتيموفا حفلات فخمة خالفت بروتوكولات الوقاية من كوفيد، وأرسلت هدايا إلى مسؤولين حكوميين بما فيها عملات ذهبية، وعينت أقارب غير أكفاء لمسؤولين في النظام السوري بعضهم متهم بارتكاب انتهاكات لا حصر لها لحقوق الإنسان - كل ذلك في الوقت الذي كانت فيه الكوادر الطبية في سوريا تخاطر بحياتها لإنقاذ أرواح الناس من جائحة كوفيد وسط نقص حاد في اللقاحات والأوكسجين.
والأسوأ من ذلك أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غيبريسس كان على علم بالبيئة الفاسدة في قلب منظمة الصحة العالمية في سوريا منذ أشهر مضت، ومع كل هذا لم يتم عزل ماغتيموفا من منصبها ولا تزال إلى الآن تستلم راتبها كمديرة. هذه الادعاءات هي مثال واضح على أن عمليات الأمم المتحدة في دمشق لا تخضع للتدقيق والرقابة الكافية، مما سمح لنظام الأسد باستغلال ملايين الدولارات من المساعدات الإنسانية لتمويل جرائمه ضد الشعب السوري وإثراء الموالين له وحرمان من هم بأمس الحاجة لهذه المساعدات.
علينا أن نطالب بالمحاسبة والإصلاح. تسبب تفشي وباء الكوليرا في أنحاء سوريا بمقتل ٧٥ شخص على الأقل حتى اللحظة، في وقت لا يزال فيه النظام الصحي في سوريا يعاني من تأثير جائحة كوفيد وسنوات من الهجمات الممنهجة على المشافي والكوادر الطبية من قبل النظام السوري. إضافة لذلك فإن الوضع الإنساني في سوريا أسوأ من أي وقت مضى، حيث يعتمد الملايين على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وقعوا على العريضة لمطالبة الأمم المتحدة تنظيف أعمالها الفاسدة في دمشق وحث الحكومات المانحة على مطالبة الأمم المتحدة بالشفافية والمساءلة.