من اليمين إلى اليسار: ناظم، سميرة، وائل، رزان
منذ ثمان سنوات تم اختطاف أربعة من أشجع السوريين والسوريات: سميرة الخليل ورزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي، من مكان عملهم في مدينة دوما في الغوطة الشرقية. لم نرهم أو نسمع منهم منذ ذلك اليوم.
مخطوفو دوما الأربعة، كما أصبحوا يُعرفون، هم من المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان وكانوا قد نشطوا خلال الثورة السورية التي بدأت عام ٢٠١١. وقد جعل منهم التزامهم بالديمقراطية والمساواة والعدالة مصدر إلهام للعديد من السوريين الذين يشاركونهم هذا النضال.
القرائن المتوفرة تشير بقوة إلى تورط جيش الإسلام، والذي كان سلطة الأمر الواقع في دوما حينها، وظل كذلك حتى إعادة احتلال النظام السوري للمدينة في ربيع ٢٠١٨.
رغم وفرة القرائن ضده أنكر التشكيل السلفي المسلح مسؤوليته ولم يستجب لدعوة ولم يستجب لدعوة للتحكيم أطلقها أصدقاء المُغيّبتيْن والمغيّبيْن، ولم يرد على رسالة سلمت باليد لمسؤولين فيه، ولا على مناشدات علنية وجهت لقيادته لمساعدة الأهالي في معرفة مصير أحبائهم المغيبين.
وفي ٢٠١٨ وقعت سجون جيش الإسلام ومقراته، والتي قد تحتوي على معلومات في غاية الأهمية، تحت سيطرة النظام السوري. ولا يستبعد احتمال تسليم جيش الإسلام المرأتين والرجلين للنظام بعد حين من الاختطاف أو بعدما سيطر النظام على دوما.
اليوم ما يزال قادة جيش الإسلام أحراراً، يقيمون في مناطق الشمال الغربي السوري الواقعة تحت النفوذ التركي. يسافر العديد منهم من وإلى تركيا بكل حرية ويمارسون مصالحهم التجارية في اسطنبول وغيرها من المدن التركية. ومع ذلك لم يتم التحقيق مع أي أحد منهم أو محاسبتهم على جريمة اختفاء مختطفي دوما الأربعة.
حان الوقت لأن تتخذ الأمم المتحدة وتركيا خطوات جادة للكشف عن مصير المخطوفين الأربعة وإعطاء الإجابات لأحبائهم.
كل يوم يمر دون معلومات عن مخطوفي دوما الأربعة يعني المزيد من الألم لعائلاتهم وأصدقائهم وللسوريين الكثر الذين لم يفقدوا الأمل بعودة الأحباء رزان وسميرة ووائل وناظم. بدون عدالة وبدون إجابات وافية لكل العائلات السورية ممن اعتقل أو غُيّب أحبائها لن يكون السلام الحقيقي في سوريا ممكناً أبداً.
يرجى التوقيع على العريضة لحث الأمم المتحدة على الضغط على نظام الأسد، وحلفائه للكشف عن مصير المخطوفين الأربعة، ولمطالبة تركيا بتسهيل التحقيقات مع قادة جيش الإسلام على يد فريق مستقل من المحققين.
-----
المزيد عن مخطوفي دوما الأربعة:
رزان زيتونة محامية وحقوقية دافعت عن المعتقلين السياسيين في سوريا منذ عام ٢٠٠١. عندما انطلقت الثورة السورية عام ٢٠١١، انضمت رزان إلى الحراك وشاركت بتأسيس لجان التنسيق المحلية لتنسيق عمل المجموعات المحلية عبر المدن والقرى السورية. كما أسست رزان مركز توثيق الانتهاكات وفازت بجوائز عالمية عديدة لعملها في حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
سميرة الخليل معارضة سياسية سورية وناشطة حقوقية منذ فترة طويلة. اعتقلت لدى النظام السوري بين عامي ١٩٨٧ و١٩٩١ بسبب نشاطها السيسي. انتقلت إلى دوما عام ٢٠١٣ حيث كتبت عن الحياة اليومية تحت الحصار وعملت في مساعدة النساء على دعم أنفسهن مادياً. نُشرت يومياتها من تلك الفترة في كتاب باللغة العربية عام ٢٠١٦ تحت عنوان ("يوميات حصار دوما عام ٢٠١٣")، حرره زوجها، ياسين الحاج صالح.
وائل حمادة ناشط في حقوق الإنسان كان قد اعتقل لفترة قصيرة لدى النظام السوري عام ٢٠١١. شارك بتأسيس لجان التنسيق المحلية ومركز توثيق الانتهاكات، وكان يعمل على توفير المساعدات الإنسانية في الغوطة الشرقية قبل اختطافه. وائل هو زوج رزان زيتونة.
ناظم حمادي شاعر وناشط ومدافع شغف عن حقوق المعتقلين السياسيين. ساعد أيضاً بتأسيس لجان التنسيق المحلية وعمل على توفير المساعدات الإنسانية في الغوطة الشرقية.