كان لنظريات المؤامرة والتضليل عبر الإنترنت تأثيراً كارثياً على السوريين والسوريات المدافعين عن حقوق الإنسان وضحايا جرائم الحرب والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني على الخطوط الأولى - ولم تتخذ شركات التواصل الاجتماعي أي خطوات تذكر للتصدي للأكاذيب الخطيرة التي انتشرت على منصاتها.
يكشف تقريرنا الجديد، “الأثر المميت للتضليل: كيف تسبّبت نظريات المؤامرة حول سوريا عبر الإنترنت بمعاناة حقيقية على أرض الواقع“، ومن خلال بيانات تويتر عاماً بعد عام، عن الأكاذيب والمضايقات الممنهجة والمفعمة بالكراهية التي تعرض لها السوريون والسوريات، والأضرار التي تسببت بها هذه الأكاذيب الافتراضية على أرض الواقع.
تشمل هذه الأضرار تعريض فرق الخوذ البيضاء والعاملين/ات في الشأن الإنساني للخطر المباشر على حياتهم، وإبطاء أي تحرك سياسي دولي فعال حينما كانت سوريا في أمس الحاجة إليه، ومحو التاريخ وإنكار جرائم الحرب، وإضفاء الشرعية على السياسات المعادية للجوء، وتمييع المؤسسات والقوانين الدولية التي تهدف للحفاظ على الأمن الدولي.
إذا لم يتم حفظ الحقيقة والذاكرة الجمعية حول جرائم الحرب، سيبقى أي مستقبل مشترك للشعب السوري بعيداً عن المنال. الرجاء التوقيع على العريضة لمطالبة شركات التواصل الاجتماعي بالتصدي للتضليل الممنهج حول سوريا على منصاتها.
على الرغم من وفرة الأدلة عن التعذيب واستخدام الأسلحة الكيميائية وقصف النظام السوري وروسيا للمدنيين، تمكن عدد قليل نسبياً من أصحاب نظريات المؤامرة - أحياناً بدعم من حملة تضليل روسية ممنهجة وأحياناً أخرى باستلهام رسائل التضليل الروسي - من تشويه الحقائق وزرع الارتباك والشك بين عامة الناس والإلقاء بظلال الشك على أي نقاش سياسي حول سوريا.
قامت شركات التواصل الاجتماعي في السابق بتكثيف جهودها للتصدي للتضليل المؤذي في سياقات مختلفة، حيث جندت موارد إضافية للحد من ضرر التضليل حول الصحة العامة والتدخل بالانتخابات والاجتياح الروسي لأوكرانيا. ونظراً لفداحة الأضرار التي توصل إليها تقريرنا، يتوجب على المنصات الإلكترونية كفيسبوك وغوغل وتيليغرام وتيكتوك وتويتر أن تطبق بشكل عاجل موارد إضافية عادلة عبر اللغات لحماية العاملين/ات في المجال الإنساني والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان في السياق السوري.
على الرغم من كل الضرر الواقعي والتضليل المؤذي وإنكار جرائم الحرب، فإن جميع الشهود السوريين والعاملين في المجال الإنساني والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين تحدثنا إليهم مصممون أكثر من أي وقت مضى على إنقاذ الأرواح وكشف جرائم الحرب وقول الحقيقة وحمايتها. علينا أن نقف معهم.
اقرؤوا التقرير كاملاً