تم تسجيل وفاة أكثر من ٤٥٠٠ شخصاً في الزلزال الذي ضرب سوريا. إنها فاجعة تفوق الوصف وأعداد الوفيات مستمرة في الازدياد في كل لحظة.
في شمال غرب سوريا، يعمل متطوعو ومتطوعات الخوذ البيضاء بدون توقف لإنقاذ كل من يمكن إنقاذه من تحت أنقاض المباني المدمرة، ولكنهم يخبروننا بأن حجم الكارثة يتطلب استجابة دولية فورية لتوفير المعدات الثقيلة والخبرات التقنية اللازمة على الأرض.
حتى الآن، فشلت الأمم المتحدة في تفعيل خطة استجابة للكوارث في شمال غرب سوريا والقليل من المساعدات الدولية وصلت للمنطقة. المشافي مثقلة بأعداد كبيرة من الجرحى وآلاف من العائلات هي الآن دون مأوى في برد الشتاء القارس. مع كل دقيقة، تتضاءل الآمال في إيجاد أحياء تحت الركام. تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تقديم أكثر من مجرد كلمات التضامن وتعهدات التمويل. يجب على الأمم المتحدة وجميع الحكومات والمنظمات الدولية التحرك بسرعة.
على مدار الأسبوع الماضي، تحرك الناس من جميع أنحاء العالم لحشد وتمويل استجابة الخوذ البيضاء للزلزال، مما ساعد فرقهم على إنقاذ آلاف الأرواح. لكننا قد نخسر العديد من الأرواح بدون داع إذا لم يتحرك المجتمع الدولي على الفور.
نحن بحاجة إلى مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشكل عاجل بأن يضمن استخدام جميع نقاط العبور إلى شمال غرب سوريا بشكل فعال وتقديم المساعدات والمعدات والدعم الفني على الأرض فوراً. وقعوا على العريضة.
لقد كان أكثر من ٤ ملايين من المدنيين في شمال غرب سوريا يواجهون أزمة إنسانية خطيرة حتى قبل الزلزال، والتي فاقمها استهداف روسيا والنظام السوري المتعمد للمنازل والمشافي والقيود التي فرضوها على وصول المساعدات. وفي السنوات الأخيرة، استخدمت روسيا حق النقض مراراً وتكراراً في مجلس الأمن الدولي لتقليص عدد المعابر الحدودية المصرح لها بتمرير مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا من أربعة معابر في عام ٢٠١٤ إلى معبر واحد فقط في عام ٢٠٢٠. لكن العديد من الخبراء القانونيين والقضاة السابقين في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بالإضافة إلى منظمات مثل هيومن رايتس ووتش، يتفقون على أن موافقة مجلس الأمن ليست مطلوبة للقيام بعمليات إغاثة عبر الحدود إلى سوريا.
يمتلك غوتيريس الصلاحية لتفعيل آليات الاستجابة للكوارث وإعطاء التصريح لمنظمات الإغاثة الدولية ووكالات الأمم المتحدة باستخدام أي نقاط عبور بمرونة للتواجد في شمال غرب سوريا. هل سيستجيب لنداء المساعدة أم سيدير ظهره للمدنيين في شمال غرب سوريا مرة أخرى؟
طالبوا غوتيريس بالتحرك الفوري استجابة للزلزال الكارثي في شمال غرب سوريا.